header

د. نبهان بن حارث الحراصي

عميد الكلية 

بدايةً يسرني باسم الهيئة الأكاديمية والإدارية والفنية لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بجامعة السلطان قابوس، وباسم طلابها المنتسبين إليها، وباسم كل الخريجين الذين نهلوا من علومها ومعارفها، أن أرحّب بكم في موقع الكلية، متمنيًا أن يوفر هذا الموقع للجميع معلومات مفيدة عن الكلية وأقسامها المختلفة تتضمن رؤيتها ورسالتها وأهدافها ونشاطها البحثي وفعالياتها في مجال خدمة المجتمع، إلى جانب نشاطاتها الطلابية والخدمية
 
تضطلع كليات الآداب والعلوم الاجتماعية بمهام حضارية عظيمة تعنى بالإنسان، وبكل ما يتعلق به من علوم وآداب وفكر وثقافة و فنون. لقد كان لكليات الآداب والعلوم الاجتماعية – ولا يزال – في مختلف دول العالم ومناطقه وعلى مراحل تاريخية ممتدة، رسالتها السامية. وظلت هذه الكليات تواكب باستمرار تطورات الإنسان والمجتمع، وترصدها، لتضع التصورات المناسبة للتعامل معها. لكل ذلك تحتل هذه الكليات والدراسات التي تقدمها ركنا أساسيا في التعليم الجامعي
 
وتسعى كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس لتحقيق رسالتها العلمية والاجتماعية في نفس السياق السابق من الأهمية، بل تتضاعف أهمية حقولها وتخصصاتها المعرفية نظرًا لحاجة المجتمع العُماني لفترة طويلة قادمة، إلى متخصصين في مختلف المعارف والعلوم الاجتماعية. ولقد أدركت جامعة السلطان قابوس هذه الأهمية التي تمثلها كلية الآداب والعلوم الاجتماعية فيها. فقدمت لها كل أشكال الدعم منذ تأسيسها عام 1987. فبعد البدايات الأولى للكلية عام 1987 في إطار إداري ومبنى واحد مع كلية التربية، وتخصصات محدودة تمثلت في اللغة العربية وآدابها، واللغة الإنجليزية وآدابها، والتاريخ، والجغرافيا، والاجتماع، والإعلام، والمكتبات، والفلسفة، انتقلت الكلية إلى مبنى مستقل لها عام 1993، افتتح تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه. ومنذ ذلك التاريخ شهدت الكلية تطورات متوالية على مستوى برامجها الدراسية في مختلف الدرجات؛ البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه. فعلى مستوى البرامج الجامعية الأولى، تقدم الكلية اليوم عدد أحد عشر (11) برنامجاً تخصصيًا في مجالات اللغة العربية وآدابها، واللغة الإنجليزية وآدابها، والترجمة، والتاريخ، والجغرافيا، والاجتماع، والعمل الاجتماعي، ودراسات المعلومات، والإعلام، والسياحة، والموسيقى والعلوم الموسيقية. إلى جانب وجود أقسام تقدم خدمات أكاديمية مساندة على شكل تخصصات فرعية أو مقررات دراسية لطلاب الجامعة والكلية على حد سواء، وهي أقسام الآثار، والفنون المسرحية، والفلسفة
 
وعلى مستوى برامج الدراسات العليا، يحسب لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية أنها كانت السباقة في بداية برامج الدراسات العليا في الجامعة على مستوى الماجستير، عندما أطلقت عام 1992 برامج الماجستير في تخصصات اللغة العربية وآدابها، واللغة الإنجليزية وآدابها، والاجتماع. أما في الوقت الراهن فيبلغ عدد برامج الماجستير في الكلية ثمانية (8) برامج في تخصصات اللغة العربية وآدابها، والترجمة، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم الاجتماع، والعمل الإجتماعي، ودراسات المعلومات، والإعلام. أما على مستوى برامج الدكتوراه فقد بدأت في الكلية عام 2011 عندما تم إطلاق برنامجي دكتوراه آداب الفلسفة في تخصص اللغة العربية وآدابها، والتاريخ. وفي خريف 2012 سوف تبدأ الكلية برنامج دكتوراه آداب الفلسفة في تخصص دراسات المعلومات
 
ومن المؤمل في المستقبل القريب أن يشهد جانب الدراسات العليا في الكلية تطورات نوعية وكمية
 
وعلى مستوى البحث العلمي، تؤكد التقارير والإحصاءات السنوية تطور اهتمام الكلية بالبحث العلمي وزيادة انتاجية أعضائها على مستوى بحوث المجلات العلمية المحكمة، والكتب المؤلفة والمحررة، وأرواق المؤتمرات. وتطمح الكلية لتحقيق المزيد من التطورات في هذا المجال، نظراً للأهمية التي يحتلها البحث العلمي في مواجهة القضايا الاجتماعية والفكرية والثقافية والإبداعية المختلفة
 
وفي مجال خدمة المجتمع، تفتخر الكلية بمشاركتها الواسعة في برامج خدمة المجتمع على شكل استشارات، ولجان دائمة ومؤقتة، وندوات وملتقيات، ومحاضرات. ومن اللجان الدائمة التي يشترك فيها ممثلون عن الكلية، اللجان المشتركة بين جامعة السلطان قابوس ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة التراث والثقافة، ووزارة الإعلام، والهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، ودار الأوبرا السلطانية. وقد تطورت البرامج التي تقدمها الكلية في خدمة المجتمع بالتنسيق مع مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعة
 
وتفتخر كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بأنها كانت الكلية السباقة، بل الوحيدة إلى وقت قريب في الجامعة، التي تستقبل الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبخاصة الطلبة المكفوفون، إذ تخرج منها على مدار السنوات الماضية عدد من هؤلاء الطلبة، ولا يزال يدرس فيها عدد آخر منهم. وقد خصصت الكلية معملاً خاصاً بهم مجهزاً بالوسائل والأجهزة التعليمية اللازمة. ويحسب للهيئات الأكاديمية والفنية والإدارية في هذه الكلية جهدهم الإنساني الإضافي لدعم هذه الفئة من الطلبة
 
يدرك المنتسبون لهذه الكلية أن تحقيق أهداف هذه الكلية من أجل "إبداع المعرفة الإنسانية" لن يتأتى إلا بعمل متواصل، وجهد دؤوب. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"