جديد البحث العلمي
06Jun

كورونا وتداعياته الاجتماعية على الأمهات

06 Jun, 2021 | Return|

على الرغم من أن الآباء يقومون بدور كبير في عملية تنشئة الأبناء؛ إلا أن العبء الأكبر في القيام بهذه الوظائف يقع على عاتق الأمهات بنحو خاص، فالأمهات هن اللائي يحملن ويرضعن ويربين ويتعهدن الأبناء بالرعاية والاهتمام حتى التخرج من الجامعة. ومع تطورات الحياة الاجتماعية المعاصرة، تقوم الأمهات بعبء مكثف في متابعة التقدم الدراسي للأبناء خلال سنوات دراستهم الطويلة مع ما يحمله ذلك من واجبات إضافية مرهقة، فتتزايد أعبائهن بصورة أكبر مع قضاء ما لا يقل عن 6 ساعات في العمل خارج البيت، ثم العودة لمتابعة شؤون أسرتها الصغيرة ممثلة في زوجها وأبنائها، وقد يكون عليها أداء واجبات أخرى تتصل بأسرتها الكبيرة، والديها وأخوتها. 

لقد أصبحت الأمهات العاملات أمام ظاهرة تسمى "صراع الأدوار"، والتي تنتج بصعوبة إيجاد التوفيق الدقيق بين واجبات أدوارها كأم، وزوجة، وأم لعدد من الأبناء، وموظفة تقضي نحو ثلث يومها لأداء مهامها الوظيفية. هذا الصراع الذي تعاني منه الأمهات العاملات لا يتعلق فقط بالجوانب الكمية من حيث عدد الأدوار التي يتعين على الأمهات القيام بها، والواجبات المرتبطة بكل دور منها، بل يتعلق أيضًا وبصورة أكبر بالتحديات التي تواجهها الأمهات العاملات في قيامهن بهذه الأدوار وواجباتها على نحو فعال وناجح. فدور الأم في تربية أبنائها، والذي يعد أحد الأدوار المهمة للأمهات، لا يتعلق فقط بتوفير متطلبات الحياة المادية من الطعام والشراب والملابس؛ بل إن الجانب الأهم في البعد التربوي يتعلق بنجاح الأمهات في إشباع الاحتياجات العاطفية والوجدانية والنفسية لأعضاء أسرتها، وفي متابعة النمو النفسي والاجتماعي للأبناء، والمحافظة على قنوات اتصال سليمة وأمينة وصادقة بين الأم وأبنائها رغم ضيق الوقت المتاح، والمحافظة على الأبناء من التأثيرات السلبية الضارة التي تموج بها بعض وسائل الإعلام الجديدة. ويعني ذلك، أن تنتبه الأسر آباء وأمهات إلى الجانب الوظيفي للأدوار التي يقومون بها، أو بمعنى آخر، تركيز الوالدين على حسن أداء الأدوار وتحقيق الغايات المرجوة من أداء كل دور. 

وفي ظل استمرار هذه الأزمة وتبعات تأثيرها على الأم والأسرة عامة، علينا الالتزام بالاستعانة بالله أولًا وآخرًا، وبالتعليمات الاحترازية واتباع الإرشادات الوقائية حرفيًا، مع الاهتمام بتنظيم وإدارة الوقت، وتشجيع الأبناء على تحمل المسؤولية وإدراك الواقع المعاش، والمزيد من تعاون الآباء لمساعدتهن على فك اشتباك صراع الأدوار للأمهات العاملات.

 

د.مجدي عبدربه - قسم علم الاجتماع - كلية الآداب والعلوم الاجتماعية