جديد البحث العلمي
23Feb

الذين لا ينامون جيدًا مهددون بالأورام

23 Feb, 2021 | Return|

أدى نمط الحياة المعاصر في العقود القليلة الماضية إلى انخفاض في متوسط عدد ساعات النوم الليلي للبالغين من سبع ساعات إلى أقل من ست ساعات يوميًا، وهو أمر يؤدي إلى تغيير وظيفة الخلايا المناعية العدلة ومستويات البروتينات الجاذبة كيميائيًا لبعض الخلايا في الجسم.

وبحسب ما نشره مركز التحكم والوقاية من الأمراض الأمريكي (سي دي سي) فإن 35.2% من البالغين لا ينامون بشكل كافٍ في الليل يوميًا. وأكثر من ذلك فإن 50% من السكان في البلدان الصناعية يعترفون بأنهم لا ينامون بشكل كافٍ كل يوم. 
وبحسب الدراسات السابقة فإنه من المحتمل أن يؤدي الحرمان من النوم إلى إيذاء الجهاز المناعي، لكن المعلومات العلمية المتوافرة حاليا عن تأثير قلة النوم على الجهاز المناعي قليلة ومتضاربة في ما بينها؛ الأمر الذي يُؤكد أهمية وجود دراسات جديدة لتبيين العلاقة بين الحرمان من النوم ووظائف الجهاز المناعي ومكوناته. 

وفي هذا الجانب دَرَسَ بحثٌ جديدٌ للدكتور إلياس سعيد من كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس أثر الحرمان من النوم على التغيرات في وظائف الخلايا المناعية العدلة، وكذلك على المستويات والقدرة على التكاثر في الخلايا اللمفاوية المساعدة وارتباط هذا بمستوى البروتينات الجاذبة كيميائيا (كيموكاين)، حيث تمثل هذه العناصر أهمية كبيرة في تشكيل ردود مناعية فعالة.

وقال الدكتور بأنه تمت متابعة عناصر الجهاز المناعي لمتطوعين أصحاء لمدة 3 أسابيع، حيث نام المشاركون بشكل طبيعي (لمدة تزيد عن السبع ساعات يوميًا) في الأسبوعين الأول والثالث وخضعوا لحرمان جزئي مزمن من النوم ( النوم لأربع ساعات فقط يوميًا بما يشابه نقص النوم الذي يعاني منه الناس عند النوم لأقل من سبع ساعات كل يوم).

وذكر الدكتور إلياس بأن نتائج البحث أظهرت أن قدرة الجهاز المناعي للمتطوعين على ابتلاع البكتيريا وقتلها قد قلت؛ بسبب النوم بشكل غير كافٍ؛ إذ انخفضت قدرة الخلايا المناعية العدلة وهي خلايا أساسية في مكافحة العدوى بالجراثيم على ابتلاع هذه الجراثيم وعلى تفعيل أنزيمات داخلها تؤدي إلى قتل الجراثيم. كما دلت النتائج على حدوث تغيير في توازنات بعض عناصر الجهاز المناعي حيث ازداد مقدار البروتين الجاذب كيميائيا للخلايا (كيموكاين) "سي اكس سي ال 9" عند النوم لساعات قليلة مما أدى إلى نقص في توازنه مع كيموكينات أخرى التي هي "سي اكس سي ال 10" و كذلك "سي سي ال 5". 

وأضاف: أظهرت نتائج البحث كذلك أن مستوى الخلايا اللمفية المساعدة (T)، وهي الخلايا المسؤولة عن تحفيز معظم خلايا الجهاز المناعي لدى الإصابة بالأمراض قد نقص بسبب قلة النوم، وهذا النقصان لم يكن بسبب تغيير في تكاثر هذه الخلايا كما دلت على ذلك مستويات البروتين النووي "كي أي 67"، إنما ارتبط ذلك بتغير التوازن بين الكيموكينات "سي اكس سي ال 9" و "سي اكس سي ال 10" الحاصل نتيجة انخفاض ساعات النوم. مؤكدًا بأن هذه النتائج ترجح أن الأشخاص الذين لا ينامون بشكل كافٍ يوميًا يصبحون أكثر عرضةً للعدوى بالجراثيم، وقد تزيد لديهم احتمالات الإصابة بالأورام.

 وأكّد الدكتور أهمية النوم بشكل كافٍ يوميًا من أجل أن يقوم الجهاز المناعي بشكل صحيح، قائلا بأن الذين لا ينامون بشكل كافٍ يتوجب عليهم الخضوع لفحوص دورية لاحتمالية إصابتهم بالأمراض.  

يُذكر أن البحث نُشِرت نتائجه في مجلة "سليب اند بريثينغ" وهي المجلة الرسمية للأكاديميات الأوروبية والأسترالية واليابانية والكورية لطب النوم والأسنان.