بعدما يكمل الطالب المرحلة المدرسية ويجتازها بكل نجاح يكون قد هيأ نفسه للانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر تقدماً وهي المرحلة الجامعية، لكن الفارق الأبرز بالمرحلة الثانية أن الطالب سيصبح بعيداً عن بيته ووالديه بذلك فهو في أشد الحاجة إلى توفير المكان المناسب له ليكمل مسيرته الدراسية بدون صعوبات كبرى أو عوائق تحد من استمرارية مسيرته التعليمية، وهنا تبرز أهمية توفير السكن الجامعي للطالب والذي يجعله في كنف آمن ومحيط يتناسب والمرحلة التي يمر بها سواء كان ذلك من الناحية العمرية أو الناحية العلمية.
وتكمن أهمية السكن الطلابي الجامعي في نواحي عديدة ومجالات شتى، منها ما ينعكس على الطالب نفسه وآخر ينعكس على أسرته، وهنا سنتطرق إلى بعضاً من هذه المجالات:
_ يوفر السكن الطلابي الجامعي المحيط المناسب الذي يستطيع من خلاله الطالب التكيف مع الحياة الجامعية والجوانب الأكاديمية، وهو بيئة مريحة يتوفر بها مقومات الحياة الكريمة من مأكل ومشرب ومأوى.
_ يعتبر جانب الأمن الاجتماعي غاية في الأهمية بالنسبة للطالب الجامعي، ووجوده بالسكن الطلابي الجامعي يوفر له هذه الميزة والتي تتوفر بفعل العديد من الاشتراطات عملت الجامعة على توفيرها، فبالإضافة إلى توفير كادر الاشراف الاجتماعي بالسكنات هناك كوادر أخرى للحراسات الأمنية وأجهزة مراقبة إلكترونية وقواعد وضوابط يعمل بها داخل السكن الطلابي، وهذا ما يجعل الاقامة بالسكن تشعر الطالب بالاطمئنان والشعور بالأمان، ومما لا شك فيه أن هذا الشعور يمتد ليلامس أسرة الطالب أيضا.
_ يحقق السكن الطلابي الجامعي مبدأ المساواة الاجتماعية بين الطلاب، حيث أن جميع الطلاب المقيمين بالسكن يتم معاملتهم معاملة موحدة من حيث نظام التسكين والميزات التي يحصل عليها كل طالب ومن حيث الالتزام بقوانين وأنظمة السكن أيضاً، وهذه الميزة لا تتوفر بطبيعة الحال للطلاب المقيمين خارج السكن الطلابي الجامعي.
_ يؤدي تجمع الطلاب الجامعيين بسكن طلابي جامعي إلى فرص كبيرة للطالب لإقامة علاقات اجتماعية مع طلاب من مختلف مناطق السلطنة مما يساهم وبشكل كبير في زيادة المخزون الثقافي والاجتماعي للطالب وتكوين رأس مال اجتماعي جامعي.
_ تلعب الأنشطة والفعاليات والبرامج التي يتم تنفيذها بالسكن الطلابي الجامعي دوراً محورياً في إبراز مواهب الطلاب وصقلها، كما تمثل هذه الأنشطة مجالا لاكتشاف العديد من المواهب الجديدة بمجالات متنوعة وتمدها بالثقة للمشاركة بمناسبات داخل الجامعة وخارجها ليكونوا بعد ذلك عناصر بارزة وفعالة بمجتمعهم المحلي.
_ وجود الطالب الجامعي بسكن طلابي يضم نفس الفئة العمرية والثقافية يمثل له عاملاً ايجابياً من الناحية الاجتماعية والنفسية والاكاديمية، ويبعده بنفس الوقت عن العديد من المهام والمسؤوليات التي لا بد أن يعمل بها لو كان بسكن خارجي كالإصلاحات ودفع الفواتير والايجارات والتواجه مع الجيرة السيئة، والتي تؤثر سلباً على تحصيله الأكاديمي.