لم تعد أهداف المؤسسات التربوية قاصرة على تلقين المعلومات من خلال المحاضرات التقليدية بل تعدت ذلك بكثير، فأصبح من أولوياتها إعداد جيل قادر -بإذن الله تعالى- على تبني البحث العلمي كأداة لمواجهة متطلبات الحياة المعاصرة.
وتعد المؤسسات التعليمية – ومنها الجامعة- المكان المناسب والملائم لاكتشاف مواهب وقدرات الباحثين ورعايتهم، ذلك لكون وقت المحاضرة لم يعد كافياً لمقابلة الاحتياجات المتجددة لبناء شخصية المتعلم ليواكب التقدم الحضاري والتقني لذا كانت الأنشطة البحثية هي الوسيلة التي تمكن المدرسة والجامعة بعد تطبيقها من استكمال وظيفتها.
ويأتي اهتمام الجامعة بالبحث العلمي انطلاقاً من حقيقة أن الباحثين هم ثروة وطنية وكنز لا ينضب في مجتمعنا، بل وعامل من عوامل نهضته في جميع المجالات، فهم بما وهبهم الله من تفوق عقلي وقدرات خاصة على الفهم والتطبيق والتوجيه والقيادة والإبداع أقدر العناصر البشرية على إحداث التقدم وقيادة التنمية والتصدي لمعوقاتها وحل مشكلاتها.
وتجسيدا لرؤية الجامعة ورسالتها وغاياتها، وولاءً للوطن الغالي وترابه الزاكي يأتي مركز الدراسات العُمانية واحدة من نوافذ الجامعة وأطرافها البحثية نحو المجتمع العماني، محققا تمازجا جميلا من أنشطة بحثية ومناشط مجتمعية وأرفف مكتبية وردهات علمية تعكس واقع ما يريده المجتمع العُماني في مجالات ثقافية واجتماعية ومعرفية.
و بكل اشراقات الثقافة والفكر فحسب القارئ الكريم علما، أن معظم مناشط المركز تأتي استجابة واقعية لمقتضيات المحافظة على الموروث الثقافي العماني المادي وغير المادي في قالب من التواصل الفكري المجتمعي بين مؤسسات المجتمع المدني في السلطنة وخارجها.
ويحدونا الأمل كثيرا أن يكون مركز الدراسات العُمانية ذاكرة الجامعة والوطن والإنسان العماني آملين أن يكون المركز قبلة للباحثين عن المعرفة والتائقين إلى نيلها فهي تمثله لبنة من لبنات الثقافة العربية والإسلامية بل الإنسانية عامة. وذلك من أجل أن تصدح الجامعة معلنة حقيقة ثابتة لا تقبل الشك بأن جنين المستقبل يولد من أحشاء الحاضر وليس اليوم إلا وليد الأمس ونواة الغد.
وعليه فإن هذا الموقع عين على العلم والمعرفة وعين على الثقافة ساطعة تنير الطريق وتهدي إلى الطريق القويم. فأهلا بك عزيزي القارئ في موقع مركز الدراسات العمانية, وأملنا أن تجد ما يفيد ويسعد ...وبالله تعالى التوفيق.
د. أحمد بن حمد الربعاني
مدير مركز الدراسات العمانية