المجموعات المسجلة

مجموعة بحثية لتقييم المخاطر الزلزالية

رئيس المجموعة : الأستاذ الدكتور/ عيسى الحسين / مركز رصد الزلازل

الملخص:

تعد الزلازل إحدى أبرز الكوارث الطبيعية الناتجة عن النشاط الدائم للأرض، حيث يعكس حدوثها وجود قوى داخلية متولدة نتيجة للنشاط الحراري للعديد من المواد المشعة في باطنها، مما يؤدي إلى حركة المواد شبه المنصهرة داخلها وصخور القشرة الأرضية الصلبة فوقها. وقد تتسبب الزلازل الكبيرة في حدوث عدد من الكوارث المتسلسلة من انهيارات أرضية وإزاحات أفقية ورأسية للصدوع النشطة وحرائق وتسييل التربة وتوليد موجات التسونامي وخسارة بلايين الدولارات بالإضافة لخسائر عديدة غير مباشرة من فقد للوظائف وتعطل للاستثمارات ونقص مؤقت لعوائد السياحة وخلافه. ومن بين كل هذه المخاطر الناجمة عن الزلازل فإن اهتزاز الأرض هو أخطرها حيث يتسبب في سقوط الأشياء وانهيار المنشآت جزئيا أو كليا. وعلى الرغم من أن الزلازل لا يمكن إيقافها أو التنبؤ بوقوعها على وجه الدقة حتى الآن، فإنه يمكن التخفيف من آثارها وذلك بالقيام بإجراءات وقائية مسبقة تتضافر فيها جهود السلطات والعلماء والمواطنين. ونتاجا للدراسات المعمقة والمراقبة المستمرة لحدوث الزلازل ودراسة آثارها خلال الخمسين عاما الماضية فقد اتفق غالبية العلماء على أن الطريقة المثلى للحد من الآثار الناجمة عن الزلازل تكمن في التقييم الصحيح للمخاطر الزلزالية وتقديم نتائجه لمتخذي القرار والهيئات التنظيمية وجهات الإنقاذ والإغاثة حتى يتسنى تصميم وبناء منشآت مقاومة لقوى الزلازل وتيسير وضع خطط الطوارئ والإنقاذ. ومن هذا المنطلق فان المجموعة البحثية بمركز رصد الزلازل بجامعة السلطان ستقوم بإجراء تقييم المخاطر الزلزالية عند صخور القاعدة لكافة مدن السلطنة وتقديم نتائج هذه الدراسات إلى المهتمين بهذا الشأن. وستكون هذه الدراسات أساساً لإعداد كود بناء مبدئي لمقاومة قوى الزلازل، يمكن الاعتماد عليه وتطويره باستمرار لعمليات دراسة وتصميم المباني في السلطنة. ويجب الإشارة إلى أنه أثناء حدوث الزلزال يمكن للتربة الهشة أن تضخم شدة اهتزاز المنشآت وجعلها تستمر لفترة أطول، وبذلك تتفاقم الأضرار للمنشآت المشيدة عليها. ومثال على ذلك زلزال مدينة مكسيكو سيتي عام 1985م والذي حدث على مسافة 400 كم من مركز المدينة حيث تسببت التربة الهشة تحت المدينة في تضخيم حركة الأرض وجعلها تهتز بما يكفي للتسبب في انهيار الكثير من المباني متوسطة الارتفاع. ويشير هذا الدمار إلى إمكانية حدوث ضرر كبير في المواقع ذات التربة الضعيفة حتى عند مسافات بعيدة من مكمن الزلزال. لذلك فقد أصبح لا يقتصر الأمر على التقييم الصحيح للخطورة الزلزالية عند صخور القاعدة وحسب، بل يستلزم الأمر كذلك تقييم تأثير التربة وإضافة تضخيمها للموجات الزلزالية عند صخور القاعدة. ونظرا لاختلاف طبيعة من مكان لآخر خلال مسافة قصيرة فلابد من تقييم تأثيرها على الحركة الأرضية في مواقع متقاربة حتى يمكن رسم خرائط التغير الجغرافي لقيم التضخيم ولقيم الحركات الأرضية وتحديد المواقع التي يتوقع أن يحدث بها تدميرا أشد من سواها وهو ما يعرف بالتمنطق الدقيق. وقد أجريت هذه الدراسات لمحافظة مسقط ويأمل مركز رصد الزلازل في استكمال هذه الدراسات لكافة محافظات السلطنة وخاصة الشمالية حيث إنها أكثر عرضة لخطر الزلازل لقربها من مكمني مكران وزاجروس الزلزاليين. ولابد من القول في هذا الصدد أن الدراسات التي تمت الإشارة إليها سابقا تأتي كجزء هام في إطار جهود السلطنة والهادفة إلى إنشاء نظام متكامل لإدارة ومراقبة مخاطر الزلازل بما يضمن التخفيف من آثارها وضمان سلامة البنية التحتية للسلطنة. وعلى الرغم من محدودية النشاط الزلزالي بالسلطنة، إلا أن المشروعات الطموحة وزيادة الرقعة السكانية على نحو متنامٍ وسريعٍ تستوجب التركيز على التأثيرات الزلزالية، حيث تبرز الخطورة الفائقة لتعرض تلك المنشآت لنشاط اهتزازي عنيف من مكامن زلزالية قريبة أو بعيدة. وباستمرار عمليات الرصد سيتم التعيين الدقيق لكافة المكامن الزلزالية والتطوير المستمر لخرائط الخطورة الزلزالية وتقديم خريطة آنية دقيقة للشدة الزلزالية عند حدوث أي زلزال تعتمد على القياسات لا على الحسابات فقط (كما هو الحال الآن) وتوفيرها للجهات المختصة لدعم اتخاذ القرار عند الحالات الطارئة. تسهم تلك الخرائط الآنية في تحديد المواقع الأكثر تضررا والأولى بالعناية في وقت قصير للغاية. إن بناء هذا النظام المتكامل للرصد الزلزالي سوف يساعد متخذي القرار على الاستخدام الأمثل للأراضي من خلال تطوير أكواد البناء ووضع التشريعات والمعايير الضرورية لتفادي المخاطر الزلزالية المحتملة عند تطوير المناطق وإصدار تراخيص البناء.