يشكل اللبان جزءًا من الهوية العمانية، وترتكز عليه النظرة السياحية لمحافظة ظفار، فلطالما استُخدم صمغ اللبان لخصائصه العطرية ورائحته الزكية، وفي بعض الثقافات استخدم كمادة للتحنيط، وبسبب انتشار زراعة شجرة اللبان في مناطق واسعة في الصين والهند والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وأجزاء مختلفة من أفريقيا منذ القدم، فقد استخدم بمثابة دواء تقليدي لعلاج كثير من الأمراض.

ويُستخرج اللبان من شجرة تنتمي إلى جنس البوسويليا من فصيلة البورسرية، وهي مجموعات نباتية تحتوي على زيوت عطرية ومجموعات وظيفية كحولية وراتنجات صمغية وراتنجات قابلة للذوبان في الماء، وحسب الخبراء، فإن تأثير المركبات الكيميائية الموجودة في منتج اللبان الطبيعي وجودة عائدها يعتمد على عوامل مختلفة مثل الموقع الجغرافي للشجرة والظروف المناخية التي يُزرع فيها وعمر الشجرة وطرق الجمع.

وفي هذا الجانب بدأ الباحث عبدالله اللواتي من كلية الطب والعلوم الصحية ومعه فريق من الباحثين مسارًا جديدًا في تأصيل العلاجات التي تستخدم المركبات الكيميائية للبان كمواد طبيعية تدخل في صناعة الأدوية، فبناءً على تجارب وأبحاث سابقة فإن اللبان يُستخدم كعلاج للإسهال والالتهابات والسل والربو والتهاب المفاصل والسرطان والجروح والتهاب اللثة والصدفية وغيرها من الحالات الالتهابية.

وعلى الصعيد المختبري، فمن بين المركّبات الفعالة في اللبان، حمض البوسويليك (BA) وهي مادة كيميائية نباتية، يتميز الحمض فيها بتأثيره المضاد للالتهابات. كما تؤثر المركبات النشطة في اللبان على إنزيمات تنتج تأثيرًا مضادًا للالتهابات والأورام، ويؤدي عامل النسخ النووي (NF-κB) دورًا مهمًا في العديد من الحالات الالتهابية، ويمكن تثبيطه بواسطة المركبات الفعالة الموجودة في حمض البوسويليك.

ويقترح الباحثون أساليب حديثة في العلاج من خلال تصميم تركيبات نانوية جديدة من اللبان مفيدة لتوصيل الدواء بصورة أفضل إلى الموقع المطلوب، والمساعدة في الإطلاق المتحكم فيه، وزيادة الذوبان والتوافر البيولوجي، وتقليل السمية؛ لذلك يناقش الفريق البحثي دور اللبان وتأثيره في الأجهزة الجلدية، والعصبية، والقلبية، والتنفسية، والهضمية. كما أن هناك تأثيرات إيجابية محتملة على الجهاز العضلي الهيكلي، والجهاز المناعي، وكذلك الغدد الصماء، والأوعية الدموية.

ويلخص هذا البحث الأدلة السريرية المستندة إلى الأدبيات المنشورة التي تثبت الدور الفعال للبان، ويأمل الباحثون في إجراء تجارب أوسع نطاقًا على اللبان من أجل استغلال ثروة اللبان في صناعة الأدوية، وجعل سلطنة عمان محطة علاجية في خارطة العالم الطبية.