جديد البحث العلمي
20Nov

طفيلي قاتل على ظهر الروبيان

20 Nov, 2023 | Return|

يُعدّ الروبيان أو كما يطلق عليه جراد البحر، القشري ذو الطعم الشهي من ألذ الوجبات البحرية، وتختلف طرق طهيه حسب كل بلد، فتجده يتربع موائد الهند والصين وأغلب بلاد العالم، فهو ليس لذيذًا فقط بل يحمل معه عناصر غذائية عديدة كالمغنيسيوم، والحديد، والزنك، والفوسفور، والصوديوم والبوتاسيوم وغيرها.

هذه قصته على المائدة، لكنها تختلف في أعماق المياه؛ فهناك طفيليات تقتات وتعيش على ظهر روبيان المياه العذبة دون إذنه، وتستهلك غذاءه وقواه الصحية وتتشبع منه حتى الموت.

وعلى الرغم من المخاطر البيئية التي تفرضها إعادة توطين الروبيان، إلا أن الكثير لا يعرف عن التأثيرات التي تترتب على العلاقة ما بين الروبيان والطفيليات؛ إذ يتم في الغالب العثور على الطفيلي "تاتشيا تشينيسس" متشبثا بالجانب الأيسر أو الأيمن من رأس الروبيان متغذيا عليه خلال مراحل نموه، مما يمثل تهديدًا كبيرًا للعديد من مشاريع استزراع روبيان المياه العذبة في شرق آسيا. ومثال على ذلك، إصابة ما بين 0.62 إلى 4.42٪ من مشاريع الروبيان المستزرع في الصين مما سبب خسائر مادية كبيرة؛ لهذا ركزت الأبحاث السابقة على توزيع الروبيان ومواقع هذا الطفيلي في البيئة المحيطة به، حيث إن الكثير لا يعرف عن هذه العلاقة من حيث التفضيل وتأثير الطفيليات المحتملة على الروبيان وطرق الوقاية من الإصابة.

وفي هذا الصدد قام الدكتور د. محمد بن خلفان الوهيبي من مركز التميز للتقنية الحيوية البحرية بإجراء دراسة هدفت إلى تقييم العلاقة بين روبيان المياه العذبة والأيزوبود الطفيلي الخارجي الذي تسبب في القضاء على عدد كبير من أسماك بحيرة قارون -بحيرة في مدينة الفيوم بصعيد مصر- وفي غيرها من المناطق، حيث يمثل الروبيان مكونًا مهمًا للعديد من مجتمعات الأنهار والمياه العذبة حول العالم، ويستخدم غالبا كطُعم صيد أو حيوان أليف للزينة.

واعتمد الباحث في دراسته منهجية تستند إلى معرفة اختيار الطفيلي لحجم الروبيان المناسب، وطرق الإصابة عن طريق فحص العينات البرية، وإجراء التجارب المخبرية لمعرفة طريقة هذا الاختيار، حيث تمت دراسة التأثيرات المحتملة التي تسببها هذه الطفيليات على نمو الروبيان والمراحل التي يمر بها.

وكشفت نتائج الدراسة تفضيل هذا الطفيلي لأحجام مختلفة من الروبيان معتمدًا على حجمه في تلك المرحلة وبعد جمع العينات البرية. كما لوحظ إصابة 37.5 إلى 96.2٪ من نوع روبيان "بوسيدينس" و ٪3.8 إلى 62.5 من نوع روبيان "نيوكاردينا".

ووفق الدراسة فقد أشارت سلوكيات هذا الطفيلي إلى اختياره للحجم المناسب وميله إلى إصابة أنواع الروبيان التي يكون طول درعها أكبر بقليل من طول جسم الطفيلي. كما أنه أظهر استجابة كبيرة اتجاه خيار المضيف الأكبر؛ لذا عند تزويده بأزواج من الروبيان بأطوال درع مختلفة، يختار الروبيان الأكبر حجما بشكل دائم. علاوة على ذلك، أظهرت نتائج تجارب الافتراس بين الروبيان و الطفيلي أن جميع أنواع الروبيان المستخدمة كانت قادرة على مهاجمة الطفيلي، إلا أن نوع الروبيان "بروكامبروس كلاركي" أكل نسبة أكبر في إطار زمني أقصر (خلال ساعة واحدة).

يذكر أن نتائج الدراسة تتوافق مع الدراسات السابقة التي أجريت على "تاتشيا تشينيسس"، من الناحية الافتراضية؛ فهذه المرونة في الاختيار تساعد بشكل كبير في انتشار هذا الطفيلي في البيئات المختلفة. وعلى الرغم من ندرة وجود الروبيان في المياه العذبة في سلطنة عمان، إلا أن نتائج الدراسة يُمكن أن تساعد في التخفيف من المشكلات التي تسببها الطفيليات الحالية والمستقبلية في المشاريع العمانية لاستزراع قشريات المياه العذبة والبحرية والأسماك.