أ.د سليمان بن محمد البلوشي- كلية التربية

لقد تطور قطاع التعليم في سلطنة عمان تطورا ملحوظا خلال الخمسة والعشرين سنة الأخيرة، ويظهر ذلك جليا في التطوير المستمر في المناهج الدراسية، وتنوع أساليب التدريس، وتوظيف التقنيات الحديثة في التعليم، ورفع كفاءة المعلمين من خلال برامج تدريبية متخصصة. كما تشهد البنية الأساسية للبيئة التعليمية تطورا مستمرا، وصار من السهل وصول الطلبة إلى المعرفة بطرق أكثر كفاءة وتنوعا.

لقد كان إسهام جامعة السلطان قابوس في تطوير قطاع التعليم في سلطنة عمان بارزًا، وذلك من خلال دورها الريادي في إعداد المعلمين في عدد من برامج الإعداد المعتمدة دوليا. كما تسهم برامج الدراسات العليا في إعداد القيادات التربوية المتخصصة التي تقود قطاع التعليم، في مختلف المواقع التعليمية، سواء في التعليم المدرسي أم التعليم العالي، ولقد كان لهذه البرامج الدور البارز في نشر طيف واسع من الممارسات التعليمية في الحقل التربوي، أفضت إلى تعزيز تجربة التعلم للطالب العماني.

كما كان للشراكة البحثية بين جامعة السلطان قابوس ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التربية والتعليم، والتي تمثلت في المشروعات البحثية الممولة والاستشارات البحثية التي نفذتها الفرق البحثية من الجامعة في مختلف قطاعات التعليم تأثيرٌ واضحٌ في تطوير الحقل التربوي في سلطنة عمان، وذلك عن طريق إسهام البحث التربوي في تحليل المشكلات التعليمية، وتقديم حلول علمية قائمة على الأدلة والبيانات الحقيقية وأفضل الممارسات العالمية؛ ما أسهم في دخول عدد من هذه الممارسات التربوية، والنماذج والتقنيات التعليمية، والمقاييس المقننة في ممارسات المهنيين التربويين في مختلف قطاعات الحقل التربوي. 

وسيظل دور جامعة السلطان قابوس ركيزة أساسية في تطوير قطاع التعليم في سلطنة عمان، الذي يعد إحدى أولويات رؤية عمان 2040؛ ما يسهم في استدامة هذا القطاع المهم وتطويره لمواكبة المتغيرات العالمية، وتعزيز التنمية التعليمية الشاملة، وتحقيق رفاه الفرد والمجتمع.