يمثل انتشار الأخبار المزيفة بين وسائل الإعلام العربية بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي تحديًا كبيرًا لسلامة المعلومات وثقة الجمهور فيها؛ لذا عمل الدكتور أحمد شحاته وعدد من الباحثين على إطار عمل شامل للتعلم العميق، يُسمى ArabFake، وهي خوارزمية لاكتشاف الأخبار المزيفة وتصنيف المعلومات الواردة بها، ومحاولة التنبؤ بدرجة خطورتها المحتملة جراء انتشارها.

يعمل ArabFake الذي بُني على MARBERTv2، وهو نموذج متطور للتغريدات العربية متعددة اللهجات، على معالجة تعقيد اللغة العربية بكفاءة أثناء أداء ثلاث مهام رئيسية موحدة: اكتشاف الأخبار المزيفة، وتصنيف المحتوى، وتقييم مخاطره. 

وعمل الباحثون القائمون على تطوير هذه الخوارزمية على تدريبها باستخدام مجموعة بيانات مكونة من 2495 عنصرًا إخباريًا مصنفة يدويًا، مع تسميات تم التحقق منها بدقة من قبل خبراء متخصصين في تصنيف الأخبار وفق فئات الأخبار المزيفة ومستويات المخاطر، وتم تطبيق النموذج على مجموعتي بيانات ANS Corpus Dataset وAraNews Dataset، حيث بلغ حجم البيانات حوالي 199,331 خبرًا باللغة العربية، تشمل أخبارًا صحيحة وأخرى مزيفة؛ ما أتاح قاعدة متينة لتقييم كفاءة النموذج.

أثبت ArabFake  فعاليته بصورة لافتة، حيث حقق دقة عالية بنسبة  %94.12 في الكشف عن الأخبار المزيفة، و%84.92  في تصنيف المحتوى، و %88.91في تقييم المخاطر، وتعكس هذه النتائج موثوقية الخوارزمية وقدرتها على التعامل مع مهام متعددة بفعالية، وويرى الباحثون أن هذا الأداء المتميز قد يحمل آثارًا عملية كبيرة، سواء للمؤسسات الإخبارية أم لمشروعات التحقق من المعلومات؛ ما يسهم في تعزيز مصداقية الأخبار وتقليل انتشار المعلومات المضللة.

كما كشف التحليل التجريبي للمعلومات التي تم تجميعها عن أنماط مهمة في توزيع الأخبار المزيفة باللغة العربية؛ حيث بلغت نسبة القصص الملفقة (60.4%) والمعلومات الاقتصادية المضللة (22.4%)، وهذه هي الأشكال السائدة للأخبار المزيفة الأكثر انتشارا في وسائل الإعلام العربية، وذكر الباحثون أن ما يقرب من ثلثي محتوى الأخبار المزيفة يشكل خطورة عالية على المجتمع؛ ما يؤكد الحاجة الملحة إلى أنظمة الكشف الفعّالة، وقد أثبت تنفيذ تسجيل التكافؤ في الخوارزمية الجديدة فعاليته بصورة خاصة في تحديد الأنماط اللغوية المرتبطة بالأخبار المزيفة، ما يوفر رؤى جديدة حول خصائص المحتوى المضلل، حيث تقدم الخوارزمية تقييما متزامنا للأخبار المنشورة، وتحدد ما إذا كان المحتوى صحيحًا أم لا، وتقوم كذلك بتقدير مستوى المخاطر المتوقعة، وإعطاء الأولوية للتدخل ودحض المعلومات المضللة عالية المخاطر بسرعة؛ لذا تُمكِّن هذه الخوارزمية من الاستخدامات العملية للمعلومات العربية المزيفة، وهذه فرصة لوسائل الإعلام ووكالات الأنباء، وكذلك أنظمة تعديل المحتوى ومبادرات محو الأمية الإعلامية، والمحللين لدراسة أنماط التضليل.