د. عائشة الحارثية..قامة علمية في التعليم وتطوير طرائق التدريس

كرست حياتها لخدمة "التعليم"؛ مستثمرةً لأجل ذلك جميع الوسائل والأدوات الممكنة في تطوير الأساليب التربوية، حتى أصبحت قامة علمية يحتذي بمسيرتها الباحثون الشباب في طريقهم نحو تطوير القطاع التربوي. إنها الدكتورة عائشة بنت سالم بن علي الحارثية التي تُعدّ من أبرز الخبراء والباحثين التربويين في جامعة السلطان قابوس؛ نظرًا لإسهاماتها البحثية ودراساتها العلمية الكثيرة في قطاع التربية والتعليم.

الدكتورة عائشة أستاذ ورئيس قسم الأصول والإدارة التربوية في كلية التربية بالجامعة، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في تخصص التعليم عن بعد من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أكملت درجة الماجستير في العلوم من جامعة ويسكونسن-ماديسون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001م، وقبلها قد حصلت على درجة البكالوريوس في التربية من جامعة السلطان قابوس عام 1998م.

أتاح العمل في المجال التربوي للحارثية الجمع بين مهاراتها واهتماماتها، فنجدها مهتمة بشكل كبير بمهارات الضبط التعليمي خصوصا في بيئات التعليم الإلكتروني. كما تهتم بالتعليم الثانوي المهني، والتعليم المستمر، والتعليم عن بعد، وإستراتيجيات التعلم عبر الإنترنت والتنظيم الذاتي، والمقررات الإلكترونية المفتوحة الواسعة الالتحاق (MOOCs)، والانتقال من المدرسة إلى العمل، بالإضافة إلى تعليم ريادة الأعمال، والمتعلمين الكبار، والتعلم مدى الحياة، والقيادة التربوية والإدارة، والجودة والاعتماد، وقضايا الاختلاف بين الثقافات. كما أنها قامت بتدريس مقررات متعددة تناولت الفلسفة التربوية، ونظم التعليم، ومناهج وتقنيات البحث التربوي، والبحث النوعي، وتعليم الكبار، والتعليم المستمر، والأهداف التعليمية، وإدارة الموارد البشرية وتنميتها والإدارة والقيادة التربوية، والتربية والتنمية، وغيرها من المقررات التربوية.

ومن أهم إنجازاتها؛ حصولها على تمويل بحثي لـ15 مشروع، وإصدار 8 كتب وفصول علمية أبرزها " التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في التعليم العالي: رؤية مستقبلية شاملة (القيادة - التصميم- التطبيق- التقويم)" الصادر  عام 2023م من دار المسيرة، والمشاركة بالعديد من الأوراق العلمية في 42 مؤتمرًا عالميًا ومحليًا، إضافة إلى الإشراف على مناقشة أكثر من 88 رسالة ماجستير ودكتوراه، وإجراء 15 مشروعا بحثيا داخل الجامعة وخارجها، كما نشرت ٣٢ مقالاً علمياً في مجلات علمية محكمة دولية وإقليمية، في حين كان من أبرز مخرجاتها إنشاء منصة تجريبية لتقديم المقررات الإلكترونية الواسعة الالتحاق في جامعة السلطان قابوس (SQUMOOC). علاوة على ذلك، تم تدشين أول مقرر إلكتروني لها بعنوان "المواطنة الرقمية"؛ حيث تُقرِّب هذه النوعية من المقررات المعرفة للمجتمع، وتزيد من السمعة الأكاديمية لمؤسسات التعليم العالي محليًّا ودوليًّا؛ كونها متخصصة وتقدم معرفة متميزة في مجالات علمية متعددة.

وضمن السياق نفسه، تعمل الدكتورة حاليًا من خلال مشروعها البحثي الممول من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على تطوير وتفعيل ما يعرف بالمؤهلات الإلكترونية الصغرى التي قد تكون نافذة المستقبل لإعادة صقل المهارات في سوق العمل العماني. وفي مجال خدمة الجامعة والمجتمع؛ قدمت الدكتورة العديد من الدورات التدريبية في موضوعات متنوعة منها التفكير التصميمي، والقيادة الرقمية، وإدارة المشاريع التربوية.

وقد تُوّجت جميع هذه الجهود والإسهامات البحثية بحصول الدكتورة على عدة جوائز أبرزها جائزة ميلدريد و تشارلز ويديمير للباحث المتميز في التعليم عن بُعد من جامعة ويسكونس- ماديسون، وتكريم وطني كإحدى الباحثات المجيدات في يوم المرأة العمانية لعام ٢٠٢٢م. كما فازت بالجائزة الوطنية للبحث العلمي المقدمة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لعام ٢٠٢٢م في مجال التعليم والموارد البشرية، بالإضافة إلى جائزة المدرس المجيد والباحث المجيد والمشرف الأكاديمي المجيد من جامعة السلطان قابوس. كما نشر العديد من المجلات العلمية المحكمة عالميًا وإقليميًا دراسات للدكتورة في التعليم عن بعد، والإدارة التربوية ومجالاتها المختلفة.