جديد البحث العلمي
17Dec

دراسة تبحث: لماذا يفكر بعض الممرضين في ترك وظائفهم بمراكز علاج الأورام؟

17 Dec, 2025 | Return|

بين أروقة المستشفيات، يبرز دور ممرضي الأورام بمثابة خط دفاع أول في دعم مرضى السرطان وأسرهم، لكن هذا الدور الحسّاس يحمل في طياته عبئًا نفسيًا وعاطفيًا كبيرًا، وهذا ما دفع الدكتورة أسماء اليحيائية من كلية التمريض إلى الغوص في تفاصيل حياة هؤلاء الممرضين؛ لفهم العوامل التي تحفزهم على البقاء أو تدفعهم إلى الاستقالة والمغادرة

انطلقت اليحيائية في دراسة شاملة استهدفت 456 ممرضًا من مركزين وطنيين لعلاج السرطان في سلطنة عُمان، مستخدمة استبانات دقيقة لقياس خمسة متغيرات: الرضا التعاطفي، والإرهاق التعاطفي، والإجهاد الناتج عن الصدمات الثانوية، والمرونة النفسية، ومستويات الضغط. كما عملت على تحديد العوامل التنبؤية لنية الاستقالة بين ممرضي الأورام؛ رغبةً منها في بناء قوة عاملة صحية ومستدامة لتقديم رعاية مستدامة ومتعاطفة للمرضى وأسرهم.

وأظهرت الدراسة أن ممرضي الأورام يتمتعون بمستويات عالية من الرضا التعاطفي، مدفوعًا بالشعور بالإشباع الناتج عن إحداث فرق إيجابي في حياة المرضى، لكنهم في المقابل يعانون إرهاقًا متوسطًا وإجهادًا عاطفيًا نتيجة التعامل مع حالات مرضية معقدة. كما أظهرت النتائج أن المرونة النفسية لديهم كانت متوسطة؛ ما يشير إلى قدرتهم على التكيف مع الضغوط، مع وجود مجال لتحسينها.

أما فيما يتعلق بنية الاستقالة، فقد كانت متوسطة، مع تفاوت واضح بين الممرضين؛ حيث أظهرت الدراسة أن الممرضين الذين يتمتعون برضا تعاطفي عالٍ كانوا أقل ميلًا للتفكير في ترك وظائفهم. بينما زادت معدلات الإرهاق والإجهاد الناتج عن الصدمات من احتمالية الاستقالة، وكان الممرضون العمانيون والحاصلون على درجات علمية أعلى أكثر ميلًا للتفكير في المغادرة مقارنة بزملائهم الوافدين.

واقترحت الدراسة حلولًا مبتكرة لمعالجة هذه التحديات، شملت برامج لتعزيز المرونة النفسية، وإدارة الضغوط، وإيجاد بيئة عمل داعمة تركز على الإرشاد النفسي والمهني؛ حيث تسعى هذه المبادرات إلى تقليل الإرهاق وزيادة الرضا التعاطفي ما يسهم في بناء نظام رعاية صحية مُستدام يدعم الممرضين، ويعزز جودة الحياة المهنية لديهم، ليصبحوا قادرين على مواصلة رسالتهم الإنسانية النبيلة.