جديد البحث العلمي
17Jul

ما أهمية إنشاء مستودع لبيانات الأرصاد الجوية والإشعاع وجودة الهواء؟

17 Jul, 2025 | Return|

 

في العقود الأخيرة، أدى الاهتمام المتزايد بالتغير المناخي، وشح الموارد الطبيعية إلى زيادة الأبحاث في هذه المجالات بهدف الحد من المخاطر والتخفيف من آثارها وزيادة الوعي بتحدياتها. كما أصبحت العوامل البيئية والجوية ذات أهمية كبيرة للصناعات الخاصة وصانعي القرار.

ومن هذا المنطلق جاءت دراسة للدكتور ناصر العزري من كلية الهندسة بهدف إنشاء مستودع لبيانات الأرصاد الجوية والإشعاع وجودة الهواء في سلطنة عُمان، حيث تُجمع هذه البيانات من قواعد بيانات محلية ودولية، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي يتم التحقق منها باستخدام قياسات ميدانية. كما يتم استخدام البيانات المعالجة لتطوير البيانات السنوية النموذجية للمناخ والتي يمكن استخدامها في محاكاة استهلاك الطاقة.

وتهدف الدراسة أيضا إلى تطوير مستودع لبيانات الأرصاد الجوية والإشعاع وجودة الهواء، وإنشاء أدوات آلية للتحقق من جودة البيانات وتحسين استخدامها، وتطوير ملفات بيانات تمثل القياسات السنوية النموذجية للإشعاع الشمسي والأرصاد الجوية وفق الصيغ الشائعة لأنظمة محاكاة الطاقة، كما ترمي هذه الدراسة لإرساء الأساس لمستودع إلكتروني للبيانات المطورة والذي سيسهم في دعم الأبحاث البيئية والطاقة والبنية الأساسية، وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية.

ويعتقد القائمون على هذا المشروع البحثي أن بيانات الأرصاد الجوية والإشعاع ضرورية لأبحاث المناخ، والطاقة المتجددة، والتخطيط العمراني، والصحة العامة، حيث تساعد على فهم درجات الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح والإشعاع الشمسي في تتبع التغير المناخي، وتحسين استخدام الطاقة، وتبرز أهمية هذه الخرائط من خلال اعتماد دراسات الجدوى لمحطات الطاقة الشمسية والرياح على بيانات الأرصاد الجوية والإشعاع؛ إذ تستخدم المباني الموفرة للطاقة هذه البيانات في تصميم أنظمة التهوية والعزل، وتعتمد تقييمات التلوث وجودة الهواء على سرعة الرياح والظروف الجوية، كما تساعد اتجاهات هطول الأمطار ودرجات الحرارة في التخطيط للري والزراعة.

وأظهرت المسوحات الأولية عن توفر بيانات أرصادية مثل درجات الحرارة والرطوبة والغطاء الجوي وسرعة الرياح واتجاهاتها في مواقع رئيسية بسلطنة عُمان. أما بيانات الإشعاع الأرضي فهي شبه معدومة باستثناء بعض المواقع التي يتم مراقبتها، ولذلك يتم الاعتماد على بيانات الأقمار الصناعية في تطوير الملفات المناخية النموذجية. علاوة على ذلك، تم تطوير خوارزمية متقدمة للتحقق من جودة البيانات؛ ما يساعد في كشف التناقضات والأنماط غير الطبيعية في البيانات.

الجدير بالذكر أن مستهدفات رؤية عمان 2040 تشير إلى رفع معدلات إنتاج الطاقة من مصادر متجددة وتحقيق تصنيف بيئي متقدم، وهو ما يتطلب توفر بيانات أرصادية موثوقة، حيث تعد هذه البيانات ضرورية لتحقيق الاستدامة في المجال الصناعي والبيئي وصنع السياسات.