جديد البحث العلمي
03Apr

لماذا الرقمنة في التمريض مهمة؟

03 Apr, 2024 | Return|

د. عمر الزعابي

مساعد عميد الدراسات العليا والبحث العلمي – كلية التمريض

 

تزداد أهمية الرقمنة في مجال التمريض بصورة ملحوظة؛ حيث تُسهم بصورة فعالة في تعزيز كفاءة رعاية المرضى ودقتها وجودتها، وتعد تقنيات الرقمنة جزءًا لا يتجزأ من ممارسة مهنة التمريض الحديثة، فوفقًا لتصريحات منظمة الصحة العالمية، يُظهر الاستخدام المتزايد لتقنيات الصحة الرقمية فوائد عديدة؛ حيث يُمكّن من التشخيص وإدارة الأمراض بصورة أكثر فاعلية، بالإضافة إلى دعم الجهود المبذولة في تحسين الصحة والوقاية من الأمراض، وعلى سبيل المثال، توفر السجلات الصحية الإلكترونية وسيلة فعالة لاسترجاع ومشاركة معلومات المرضى بسهولة؛ مما يقلل من خطر الأخطاء المرتبطة بالتدوين اليدوي للسجلات الطبية، وبفضل تلك التطورات التكنولوجية، يمكن للممرضين تخصيص المزيد من الوقت لتوجيه رعاية مرضاهم بصورة أفضل وأكثر تفصيلًا؛ مما يعزز تجربة المريض ويحسّن النتائج الصحية بصورة عامة.

بالإضافة إلى ذلك، تُسهم تقنيات الصحة الرقمية بصورة كبيرة في تعزيز التواصل والتعاون متعدد التخصصات بين مختلف أطراف فريق الرعاية الصحية؛ حيث يُمكن تبادل المعلومات والبيانات الطبية بطريقة سريعة وآمنة، وإجراء مناقشات حول حالات المرضى واتخاذ قرارات علاجية مُشتركة. كما يُمكن متابعة تقدم حالة المريض بصورة مُستمرة من قبل جميع المعنيين، وأيضا تُتيح تقنيات الرعاية الصحية عن بعد بما يسمى "الرعاية الافتراضية" من خلال تقديم الخدمات الطبية للمرضى في المناطق البعيدة، وإجراء مقابلات افتراضية مع المرضى، ومراقبة حالتهم الصحية، وتقديم التدخلات العلاجية في الوقت المناسب، وتُساعد تقنيات الصحة الرقمية في تقليل خطر العدوى من خلال تقليل الاتصال المباشر بين المرضى والمقدمين، وتمكين مراقبة حالة المرضى عن بعد؛ مما قد يساعد في منع تفاقم الأعراض وتجنب إعادة إدخال المرضى إلى المستشفى.

وتتجسّد تحولات التقنية الرقمية في مجال التمريض في استخدام تطبيقات الصحة عبر الهواتف الذكية؛ حيث تعمل هذه التطبيقات على مساعدة المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على حد سواء من خلال تقديم أدوات للإدارة الذاتية والتذكير بالأدوية ومراقبة الصحة، فعلى سبيل المثال، تُستخدم تطبيقات الهواتف المحمولة بصورة واسعة من قبل مرضى السكري لتتبع مستويات الجلوكوز في الدم والحصول على قراءات دقيقة لحالتهم، مما يسمح للممرضين بمتابعتهم عن بعد والتدخل في حال الضرورة، وتسهم هذه الأدوات ليس فقط في تعزيز مشاركة المرضى في رعاية صحتهم، بل أيضًا في تعزيز الرعاية الصحية الاستباقية والوقائية، وعلاوة على ذلك، تسهم التقنيات الرقمية في تعزيز الممارسة السريرية القائمة على الأدلة في مجال التمريض، حيث يمكن للممرضين الوصول بسهولة إلى أحدث الأبحاث والمبادئ التوجيهية وأفضل الممارسات من خلال المنصات الرقمية المحدثة، وهذا الأمر يضمن بأن رعايتهم مستمدة من أحدث المعلومات وأكثرها موثوقية.

ختامًا، تُعدّ تطبيقات الصحة عبر الهاتف أداةً ثوريةً في مجال التمريض، ولها دورٌ مهم في تحسين جودة رعاية المرضى وتعزيز الصحة العامة للمجتمع.