في ظل انتشار الأمراض والمعاناة التي يتكبدها المرضى؛ يجتهد الباحثون لتوفير كل سبل الراحة لهم من خلال تنفيذ الدراسات التطبيقية التي قد تساعدهم هم ومساعديهم في الحصول على المؤشرات الحيوية الأولية بشكل أسرع عن طريق الحساسات اللاصقة بجسم المريض.

لقد استطاع التقنيون بالتعاون مع ذوي الاختصاص في المجال الطبي ابتكار لاصقة طبية حساسة باستخدام التقنيات اللاسلكية وتسمى (WBAN) المصممة للحصول على الإشارات الطبية الحيوية اللازمة كإشارة مخطط القلب ونسبة الأوكسجين وضغط الدم والحرارة وغيرها للمريض الذي يحتاج للرعاية الصحية، وإرسالها عن طريق الشبكات إلى النظام في المؤسسة الصحية، فكلما استطاع النظام المصمم الحصول على معلومات أكثر وتمكن من إرسالها؛ ساعد ذلك الأخصائي في المركز على تشخيص حالة المريض والتدخل في الوقت المناسب لعلاجه.

كما تساعد اللاصقة في حصول المريض على المؤشرات الأولية دون الحاجة لتكرار الزيارات على المؤسسات الصحية، والتقليل من حالات الوفيات في الحالات الخطرة، وتقليل الضغط على الكادر الطبي؛ ليتسنى لهم تقديم رعاية كاملة لمحتاجي خدماتهم الصحية الأخرى.

وجاءت طريقة البحث الذي أجراه الدكتور الأزهر محمد الخريجي من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي بمزيج بين النظري والتطبيق العملي فيما يتعلق بعملية التحسس والمراقبة للمريض بشكل لاسلكي. وخلافا للأنظمة الأخرى، يرتكز العمل البحثي على تصميم خط رعاية صحية عن بعد وباتجاهين ما بين موقع المريض في مركز بعيد وموقع الأخصائي في العيادات الافتراضية، حيث تتم عملية التحسس وعملية تحليل البيانات والتشخيص.

وقد فتحت الدراسة بابًا جديدًا للبحث بخصوص تطبيقات العيادات الافتراضية في سلطنة عمان، مما خول جامعة السلطان قابوس لتطوير خبرات جديدة من طلبة وأكاديميين في هذا المجال الحيوي الجديد، حيث بقيت على علم وتواصل بكل ما هو جديد في علم الهندسة الطبية الحيوية والإسهام في حل المشكلات الوبائية التي تتعرض لها مجتمعاتنا اليوم.

وقد تم تنفيذ الجانب التطبيقي من الدراسة في المرحلة الأولى ببناء نظام بين مركزين (مركز صحي في مسقط ومستشفى جامعة السلطان قابوس)، ثم التوسع في المرحلة الثانية لنقل المعلومات لمسافة أبعد ما بين مستشفيي صلالة وجامعة السلطان قابوس.

وقام الفريق البحثي بتطوير نظام شبكة الاستشعار اللاسلكية الطبية الحيوية وتصميم المنصة وواجهات المستخدم الرسومية لكل من المحطات والمركز الصحي ومستشفى جامعة السلطان قابوس، وتسجيل فيديو مباشر لمرضى توقف التنفس أثناء النوم بعد تركيبهم للنظام المتطور في المراكز الصحية، بالإضافة إلى قيامهم بالتنفيذ والاختبار في الوقت الحقيقي على المرضى البعيدين.

ويخطط الفريق للاستمرار في محاور هذا البحث؛ لإنشاء منصة كاملة للفحص الطبي عن بعد (RMIP) في سلطنة عمان بمجموعة ميزات منها اعتماد نظام الرعاية الصحية السحابية السريرية التي يمكن أن تتيح العديد من الوسائل المتطورة لخدمة المرضى، وتوفير خاصية تتبع المريض والتدخل في الوقت المباشر، بالإضافة لسعيهم إلى تطوير تطبيق يعتمد على تقنيات التعلم العميق للكشف المبكر عن المرض (على سبيل المثال: فيروس كورونا من صور الأشعة السينية لرئتي المريض وتحديد مدى خطورة العدوى)، وتطوير نظام قائم على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرار أولي في الوقت المباشر بشأن حالة المريض (درجة الإصابة: خفيفة، ومعتدلة، وشديدة). كما يُمكّن النظام من مراقبة المرضى ومتابعة حالتهم على المدى الطويل.

يُذكر أن هذه الدراسة التطبيقية تأتي من أجل تحسين جودة الرعاية الصحية، وتقليل تكلفة الرعاية الطبية من خلال الحصول الفعال على المعلومات السريرية ذات الصلة في المناطق النائية، وضمان حصول جميع سكان سلطنة عمان على فرص متساوية من الخدمات الصحية عالية الجودة بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.