جديد البحث العلمي
10Dec

هل سيكون في المتاحف العُمانية "روبوت" يشرح التحف والآثار؟

10 Dec, 2023 | Return|

هل يمكن أن تتخلى المتاحف عن دور "المرشد السياحي" الذي يقود الزوار إلى معرفة التفاصيل الكامنة خلف التحف والآثار؟ الإجابة تكشفها الدراسات والأبحاث التي تؤكد يوما بعد يوم اتجاه العالم نحو برمجة "الروبوتات" التي قد تحل محل المرشد، والتي لا تتوانى عن تقديم المعلومة الصحيحة بنسبة خطأ تكاد تكون معدومة. كما أنها قادرة على العمل على مدار الساعة من خلال ما يسمى بـ "التعلم العميق" الذي يعد وسيلة في تقنية الذكاء الاصطناعي يعمل على تعليم أجهزة الكمبيوتر أساليب معالجة البيانات بطريقة تعلم الدماغ البشري لذلك.

وفي هذا الإطار أجرى الدكتور أشرف إسماعيل سليم دراسة تم تطبيقها على المتحف الوطني حول نظام ملاحة لروبوت قائم على الرؤية باستخدام خوارزمية التعلم العميق. وفي المرحلة الأولى من المشروع، أجرى الباحث مراجعة شاملة للمراجع المتعلقة بمجال الدراسة والتي يجب أن تساعد في وصف أحدث التقنيات والأساليب المستخدمة في نظام الملاحة الروبوتية وتلخيصها وتقييمها وتوضيحها، ثم تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي واختبارها في المحاكاة، وتصميم وتصنيع هيكل آلي، وتصميم وتنفيذ نظام الإلكترونيات، واختبار حركة الروبوت (بدون ذكاء اصطناعي)، إضافة إلى تنفيذ خوارزميات الملاحة القائمة على الذكاء الاصطناعي، ثم التفاعل بين الإنسان والروبوت، وبعدها تم اختباره والتحقق من صحة النظام بالكامل، بعد ذلك قام الباحث بتصميم وبناء نموذج أولي لروبوت دليل المتحف (MGR) الذي يمكن استخدامه في المتحف الوطني العماني، يتمثل في بناء هيكل ميكانيكي مناسب يشمل جميع أجهزة الاستشعار والمحركات وأجهزة التحكم المطلوبة، علاوةً على تطوير نظام ملاحة يسمح للروبوت الآلي بالتنقل بأمان وموثوقية بين الحشود، وتطوير نظام التفاعل البشري للسماح بالتفاعل مع الناس بطريقة بديهية وجذابة. كما يحتوي على وحدة تحكم ذكية تفسر البيئة، وتخطط لحركته باستخدام خوارزميات قائمة على الذكاء الاصطناعي تتجنب العقبات وتولد أوامر الحركة.

ويعمل الروبوت في الظروف العادية كشاشة لعرض المحتوى الإرشادي ذي الصلة للضيوف، لكن عندما يتم استدعاؤه للإرشاد، فإنه سرعان ما يتحول إلى وضع آخر، حيث يتنقل عبر المتحف مع السياح. كما يمتلك القدرة على التفاعل مع الضيوف عبر الصوت من خلال شرح المعروضات وتلقي الأسئلة، إذ يتعرف على الأسئلة الأكثر شيوعًا ويقوم بالإجابة عنها.

وأشارت توصيات الدراسة إلى أن هذه الخطوة تعد مهمة نحو إثراء السياحة الذكية في سلطنة عمان، لكي يسهل الروبوت المرشد في المتحف عمل الجولات الجماعية، ويجعلها أكثر جاذبية للسياح، حيث يمتلك النموذج الأولي للروبوت المطور في هذا المشروع القدرة على التنقل بفعالية بين المحطات المختلفة، والتفاعل مع الضيوف عبر الشاشة الخاصة بالروبوت. وبالاستناد إلى التنفيذ الناجح للنموذج الأولي، أوصى الباحث باتخاذ خطوة إلى الأمام وتسويق المنتج ليرى النور في المتاحف العمانية.

يُذكر أن السياحة في سلطنة عمان يُتوقع لها أن تكون أحد مصادر الدخل الرئيسية للاقتصاد الوطني في المستقبل القريب؛ لذا فإن إنشاء المتاحف العمانية وتجهيزها بأحدث التقنيات سيمكّنها من التعامل بفعالية مع عدد كبير من الزوار بمختلف الثقافات.