على الرغم من أن نظرية الذكاءات المتعددة لها جذور وراثية، إلا أنه يمكن تعزيزها وتطويرها بعوامل مؤثرة مصدرها التجارب والبيئة المحيطة والممارسات الحياتية الأخرى. ويتجلى الذكاء في مجموعة متنوعة من القدرات والمهارات، مثل الذكاء اللغوي، والذكاء الرياضي، والذكاء الفني، والذكاء الاجتماعي، والذكاء الشخصي، وغيرها، وهذا يعني أن هناك أفرادًا يمكن أن يكونوا متفوقين في أحد هذه الأنماط دون غيرها. 

حول هذا الموضوع، أجرى فريق بحثي يترأسه الدكتور كاشف نايف زايد من كلية التربية دراسة بحثية حول "أنواع الذكاء لدى ممارسي الرياضة مقارنةً بغيرهم"، وهدفت الدراسة للإجابة عن سؤالين؛ أولهما: ما أنواع الذكاء الأكثر شيوعًا بين العمانيين الذين يمارسون الرياضة بصورة منتظمة مقارنة بالآخرين؟ والآخر: هل توجد فروقات في أنواع الذكاء بين ممارسي الرياضة دون غيرهم؟

واعتمدت منهجية الدراسة على مقياس السلوك الرياضي، ومقياس الذكاءات المتعددة على عينة متنوعة من العمانيين الذين يمارسون الرياضة بانتظام، والذين لا يمارسونها، وذلك باستخدام أسلوب الإحصائيات الوصفية والتحليل التبايني متعدد المتغيرات لتحليل البيانات.

وكشفت النتائج أن ممارسي الرياضة أظهروا مستويات أعلى في الذكاء الحركي البدني والاجتماعي والعاطفي والطبيعي، ومستويات منخفضة في الذكاء الموسيقي واللغوي. كما أظهرت أنهم يختلفون إلى حد كبير في الذكاء الحركي البدني والذكاء العاطفي عن أولئك الذين لا يمارسون الرياضة. وتمكنت الدراسة من تحديد سمات الذكاءات المتعددة لدى ممارسي الرياضة العمانيين، على سبيل المثال، تبين أن الأفراد الذين يمارسون الرياضة بانتظام يظهرون تطورًا إيجابيًا في الذكاء الاجتماعي، مما يشير إلى قدرتهم على التفاعل الاجتماعي والتفاهم بشكل أفضل مع الآخرين.

وأوصت الدراسة باستخدام النتائج لتوجيه جهود تطوير البرامج التعليمية والتدريبية في مجال الرياضة واللياقة البدنية. علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الدراسة نقطة انطلاقة للبحوث المستقبلية التي تهدف إلى فهم أعمق لتأثير الرياضة على العقل والذكاء، وبالتالي تحسين جودة الحياة لدى أفراد المجتمع.

اقرأ أكثر:
https://squ.elsevierpure.com/en/publications/dominant-types-of-multiple-intelligences-in-oman-sport-practition