في إطار الجهود البحثية لرصد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة وتأثيرها البيئي، تجري الدكتورة زينب يافاري من قسم الهندسة المدنية والمعمارية دراسة لتقييم انتشار هذه الجسيمات في محطات معالجة مياه الصرف الصحي بسلطنة عمان، حيث تهدف إلى قياس تراكيز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وتحليل خصائصها الفيزيائية والكيميائية، بما يشمل الحجم، والشكل، واللون، والتركيب الجزيئي، إضافةً إلى تقييم كفاءة تقنيات المعالجة الحالية في التخلص منها، وتحديد المصادر المحتملة للتلوث، وإجراء دراسة شاملة لمخاطرها البيئية والصحية.

ويعتمد البحث على نهج علمي دقيق يشمل جمع عينات دورية من محطات معالجة مختارة، ثم تنقيتها باستخدام تقنيات متطورة للتخلص من المواد العضوية وغير العضوية. كما يتم توصيف الجسيمات البلاستيكية عبر تقنيات المجهر والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (FTIR)؛ ما يتيح تحديد مكوناتها بدقة عالية.

وبدأت عملية أخذ العينات في ديسمبر الماضي بالتعاون مع شركة نماء لخدمات المياه، حيث تم اختيار محطات معالجة رئيسية في ولاية السيب (محطتين)، وبركاء، وصحار، ونزوى، وإبراء، وعبري.  كما تتم عملية جمع العينات شهريًا لضمان تتبع دقيق لمستويات التلوث، وقد كشفت التحليلات الأولية بالمجهر عن وجود ماكروبلاستيك مرئي في العينات المأخوذة، فيما ما تزال تحليلات التركيب البوليمري قيد الدراسة، ومن المتوقع الإعلان عن النتائج قريبًا.

ومن المؤمل أن تسهم هذه الدراسة في فهم أعمق لتلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة وتأثيرها المحتمل على جودة المياه والبيئة والصحة العامة .كما تمهد الطريق لتطوير إستراتيجيات أكثر كفاءة لمعالجة المياه والحد من التلوث البلاستيكي في سلطنة عمان؛ الأمر الذي سيعزز الاستدامة البيئية على المدى الطويل.