أحتفلت جامعة السلطان قابوس بتخريج الدفعة 34 من طلبتها اليوم، من الكليات العلمية البالغ عددهم 1261 خريجًا وخريجة، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي، الأمين العام لمجلس الوزراء.

حيث تخرج اليوم 31 خريجًا وخريجة بدرجة الدكتوراه، و147 خريجًا وخريجة بدرجة الماجستير. وتخرج بدرجة البكالوريوس 375 خريجًا وخريجة من كلية الهندسة، و307 خريجًا وخريجة من كلية العلوم، و135 خريجًا وخريجة من كلية الطب والعلوم الصحية، و124 خريجًا وخريجة من كلية التمريض، و142 خريجًا وخريجة من كلية العلوم الزراعية والبحرية.

ويبلغ العدد الإجمالي للخريجين في مراحل الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس 2977خريجًا وخريجة. 

• الشعورِ بالفخرِ والاعتزازِ والإنجازِ

والقى صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلنداى آل سعيد رئيس الجامعة كلمة للخريجين والخريجات قال فيها : ها نحن نقفُ اليومَ في المسرحِ المفتوحِ بجامعةِ السلطانِ قابوس ، لتخريجِ طلابِ الكلياتِ العلمية، ومن جميلِ الموافقاتِ أن يتزامنَ حفلُنا هذا مع احتفالاتِنا بالعيدِ الوطني لبلادِنا الغالية، فأمسى الزمانُ والمكانُ عيدًا من أعيادِ الجامعةِ تحتفلُ فيه بأبنائِها الخريجينَ والخريجات. وهو أمر يبعثُ حقًّا على الشعورِ بالفخرِ والاعتزازِ والإنجازِ. فكلُّ عامٍ، وسلطنةُ عمانَ وسلطانُها المعظمُّ، بخيرٍ وأمنٍ وتقدمٍ وازدهار.

وأضاف: لا ريبَ أن المرحلةَ التي يقضيها الطلابُ في الجامعةِ حتى وصولِهم إلى يومِ التخرجِّ  مرحلةُ بناءٍ ونماء، حافلةٌ بالجِدِّ والاجتهاد، والأملِ والعزم؛ وهي قيمٌ فاعلةٌ في صقلِ شخصيةِ الخريجِ لتكونَ عواملَ نجاحٍ على المستوى الفردِي والمجتمعي.وإذ نحتفي بهم اليوم؛ يسرُّنا أن نباركَ لأولياءِ أمورِ الخريجين؛ فقد كانت رعايتُهم الدائمةُ لأبنائِهم وبناتِهم عاملاً قيِّما مؤثراً؛ نسأل اللهَ تعالى أن يباركَ لهم فيهم، وأن يكونوا لهم -على الدوام- ذُخْرًا وفخرا.

وحُقَّ لنا في الجامعةِ أيضا أن نباركَ لأنفسِنا هذا الإنجاز، وأن نشكرَ كلَّ من أسهمَ في تتويجِ مسيرتِهم هذهِ من الطواقِم الأكاديميةِ والطبيةِ والفنيةِ والإداريةِ في الجامعة. ولا ننسى في هذا المقامِ شركاءَنا في عمليةِ التأهيلِ والتدريب، من مؤسساتٍ حكوميةٍ وخاصة؛ فلهم الشكرُ الجزيلُ على جهودِهم المقدَّرةِ وتعاونِهم المستمر.

وأنتم إذ تتخرَّجون اليوم؛ فإنكم على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ من حياتِكم العَمَلِيَّةِ والمِهْنيةِ ونهايةِ مرحلةٍ من مراحلِ الحياة، اكتسبتم فيها معارفَ وخبراتٍ جديدة، ورفعتم من مستوى مهاراتِكم المختلفة لكي تحققوا آمالَكم الخاصة، وأَمَانيَّ ذويكم، وتطلعاتِ وطنِكم.

ولقد كانت السنواتُ الماضية، بما فيها من تحدياتٍ في مختلِفِ الجوانبِ الحياتيةِ والتكنولوجية خيرُ مُسْتَشْرِفٍ لما يخبئه المستقبلُ بإذن الله –في سلطنةِ عمانَ، والعالم- من فرصٍ ومجالاتٍ جديدة تنتظر من يغتنمُها ويواكبُ تسارعَ العالمِ الجديدِ في التكنولوجيا ويجدُ الحلول، ويجعلُ الحياةَ أكثرَ سهولةً في مختلِفِ جوانبِ الحياة.

• اكتسبنا مهاراتٍ مهمةً لمستقبلِنا

وقدم الخريج معاذ بن سعود المعولي من كلية العلوم الزراعية والبحرية كلمة الخريجين وقال فيها : أيُّ شرفٍ يعمرُنا، وأيُّ سعادةٍ تَغمرُ قلوبَنا نحن خريجي الدُّفعةِ الرابعةِ والثلاثينِ من الكلياتِ العلمية، تصحبُنا في حفلِنا الزاهي ببهاءِ تخرجِنا، ونحن نستذكرُ حياةً مشرقةً بالنشاطِ الدؤوب، مزهرةً بالجدِ منذُ الصباحِ حتى الغروب، عِشناها في ربوعِ جامعتِنا الأثيرةِ جامعةِ السلطانِ قابوس، نَمضي في عزمٍ وثباتٍ لمستقبلِ عمانِ المجدِ والعطاء، ولاءً وعرفانا لمجددِ الضياء، جلالةِ السلطانِ هيثمِ بنِ طارقٍ المعظم حفظهُ اللهُ ورعاه، نتسابقُ في نيلِ شرفِ العلم، يصفنا قولُ الشاعر:

العِـلْـمُ لَا يَـتَـأَتَّـى بِرَقْـدَة وَ ارْتِـيَـاحِ

هَـيْـهَاتَ فَـالعِلْمُ وَقفٌ عَـلَى سَبِـيـلِ الكِـفَـاحِ

مَـا نَـالَـهُ القَومُ إِلَّا بِـغَــدْوَةٍ وَ رَوَاحِ

وَ سَـهْـرَةٍ فِـي اللَّـيَالِـي إِلَـى قَـرِيـبِ الصَّـبَـاحِ

سَــعَوا بِعَــزْمٍ وَ صَــبْرٍ مِن شَاسِـعَاتِ النَّواحِي

وأضاف: فيا لسعادتِنا بهذا اليومِ الأغر، الذي يجمعُ ثمارَ العلومِ التي حصَدناها، ويُبرزُ المهاراتِ التي كسَبناها، ويوثقُ النجاحاتِ التي حققناها، فلقدْ حُزنا ذرى المجدِ ثمرةً لأيامِ العطاءِ والجهد، وأصبحنا جازهين لردِ الجميلِ لوطنِنا وخدمةِ مجتمعِنا، لنسهمَ في تحقيقِ رؤيةِ عمانَ المتجددة، ونسعى لبناءِ مستقبلِها ورفعةِ شأنِها.

لقد حظَينا بحياةٍ جامعيةٍ توشحتْ أيامُها بمكاسبَ معرفيةً عديدة، وخبرات عميقة، واكتسبنا مهاراتٍ مهمةً لمستقبلِنا، وليس ذلك فحسبْ، بل صحبَ ذلك اشتراكُنا الفاعلُ في باقاتٍ غنيةٍ بالمناشطِ الممتعةِ والمفيدة، غذَّتْنا بكفاياتِ العصرِ الحديثِ التي لا غنى عنها، نذكرُ بكلِ فخرٍ تفاصيلَها الجميلة، بدءا من أساليبِ التحفيزِ والتعزيزِ من أساتذتِنا الاجلاء، الذين نجلُّهم ونقدرُ وقوفًهم معنا وأخذهِم بأيدينا، وصولا بمتابعةِ أسرنا الحثيثةِ ودعمِهم لنا، فقلوبُنا تلهجُ بعباراتِ الشكرِ والثناءِ لرئاسةِ الجامعةِ والهيئاتِ الأكاديميةِ والإداريةِ وأساتذتِنا الكرام؛ لمساندتِهم و تشجيعِهم المتواصل، والشكرُ أجزلُه لأسَرِنا السعيدةِ بتخرجِنا، فهم منبعُ نجاحِنا وتفوقِنا، ووصولنا إلى التتويجِ بشهادةِ التخرجِ في هذا اليوم السعيد، فلهم منا أسمى عباراتِ التقديرِ والامتنان.

دعونا نتذكرُ جميعا تفاصيلَ حياةِ العلمِ والتعلُّم التي أمضيناها بجدٍ وعزمٍ واجتهاد، ذُقنا حُلوَها ومرَها بسعادةٍ وتفانٍ ومثابرة، ولم نألُ جُهدا في استثمارِ أيامِها بحقولِ التعليمِ والتعلمِ الغنَّاء، التي جنينا ثمارَها ونلنا خيرَ نتائجِها، لتأخذَنا بكل جدارةٍ واقتدار إلى مرحلةِ العملِ وخدمةِ الوطن، وبناءِ مستقبلِه والحفاظِ على ممتلكاتِه، والمضي في إنجازِ خططِه وتحقيقِ رؤيتِه وأهدافِه، فهنيئا لنا احتفالَ هذا الجمعِ البهي بتخرجِنا بكلِ فخر، مما يزيدُ عزماتِنا لنقدم عهدَنا وودَنا ووعدَنا، من أجلِ حياةٍ مستقبليةٍ مفعمةٍ بالعمل الجادِ المثمرِ لخدمةِ بلدِنا عمان، ساعين لرفعتِها دوما بينَ الأوطان ، في كلِ زمانٍ ومكان.

فيما ألقت القصيدة الشعرية الخريجة سليمة بنت ناصر الشهومية من كلية التمريض:

فرحة التخرج

التخرجَ والخرِّيجَ والشُّهُبا
وانثر عليهِم ترانيمَ العلا ذهبا

واسكب من الوجدِ موَّالًا وأغنيةً
تستنبتُ الأرضَ، أو تستمطرُ السُّحُبَا

لله جامعةَ السلطان، أي يدٍ
بَنتْكِ حتى بلغتِ المنتهى رتبا

وأيّ بالِ ذكيٍّ كنتِ فكرتَه
حتى نقلِّدَك الإعجابَ والعجَبا

ما زلتِ جامعةَ السلطان مُشرقةً
بالباذلينَ ملذَّاتِ الكرى حطَبَا

الخالعين على الأيامِ بهجتها
وإن تكن ألبستْهُم قبلها نصَبا

خيالهم لم يزل في كل زاويةٍ
إما لفيفَ ظِباءٍ أو نباتَ رُبى

فهذه طُرُقُ التمريض ما طُرقت
إلا بمن هامَ في أرجائها وصَبا

انعم بهندسة قصادها نبذوا
نخْبَ الكرى، فغدوا في جيلهم نُخَبا

وذي العلوم التي وفت علومهم
كما وفَوْها، فلم تظلمهمُ التعَبا

وهذه الطب ما احلى التذاكر في
أنحائها، وشعاعُ الشمسِ قد غربا

وفي الزراعة هاتيك العلوم بها
مطرَّزاتِ الحواشي شَيَّدتْ قُبَبَا
‏ ‏
اكرم بمن حملوا الأقلام سيفَهمُ
والكُتْبَ دِرعَهُم، لا البِيضَ واليَلَبَا

شكرًا لكل أبٍ أمٍ، معلمةٍ،
معلمٍ، شكرَ من لا يُحسِنُ الكذِبا


الشاعر: الجلندى بن أحمد بن حمد الخصيبي