قسم الموسيقى والعلوم الموسيقية يلتزم في جامعتنا المرموقة بتعزيز التقدير العميق والفهم الشامل للموسيقى في المجتمع العماني. تستند رسالتنا إلى التميز الأكاديمي والمشاركة المجتمعية، مع طموح لتنمية الوعي الموسيقي والفني الذي يؤثر في الهوية الثقافية ويدفع عجلة التقدم المجتمعي. فالموسيقى، باعتبارها عنصراً أساسياً من التعبير الإنساني، تتجاوز مجرد التفاعل العاطفي؛ فهي تعزز النمو المعرفي، وتحسّن الإدراك الجمالي، وتساهم بشكل كبير في تكوين الشخصية.
يُعد دورنا الأكاديمي محورياً في تعزيز البحث الموسيقي والتعليم الموسيقي، ومعالجة النقص في علم الموسيقى العرقية والتخصصات المرتبطة. من خلال إعطاء الأولوية لمنهجية صارمة ومتعددة التخصصات في الدراسات الموسيقية، نسعى لاستكشاف وتوثيق وحماية التراث الموسيقي الغني لعُمان والمنطقة العربية الأوسع، مع تعزيز الحوار مع التقاليد الموسيقية العالمية. يظهر هذا الالتزام في مناهجنا الدراسية التي تجمع بين الموسيقى العربية التقليدية والدراسة الشاملة للموسيقى الغربية، مما يتيح للطلاب اكتساب ثقافة موسيقية واسعة ومتنوعة. هدفنا هو تنمية "الثنائية الموسيقية"، وتجهيز الخريجين بالقدرة على التنقل والمساهمة في بيئة موسيقية متعددة الثقافات.
بالإضافة إلى جهودنا الأكاديمية، يتولى القسم دورًا حيويًا في خدمة المجتمع من خلال تطبيق الخبرات العلمية لصالح المجتمع. عبر ورش العمل، والعروض الفنية، والمبادرات الثقافية، والمشاريع التعاونية، ننقل معرفتنا إلى ما وراء جدران الفصول الدراسية لإلهام وتفاعل الجمهور الأوسع. يسهم هذا التواصل في سد الفجوة بين التعليم النظري والتطبيق العملي، ويعزز التبادل الديناميكي الذي يثري طلابنا والمجتمع على حد سواء.
كما يؤكد القسم على أهمية التنوع والتعاون في التعليم الموسيقي. يتألف فريقنا التدريسي من متخصصين في مختلف التقاليد الموسيقية، بما في ذلك الشرقية، والغربية، والعربية، والأوروبية، مما يضمن تجربة تعليمية شاملة ومتنوعة. ينبع هذا المنظور متعدد الثقافات من قناعتنا بأن الموسيقى لغة عالمية، وأن الموسيقى العربية، على وجه الخصوص، تكتسب عمقًا وحيوية من خلال التفاعل مع التقاليد الموسيقية الأخرى. من خلال تعزيز هذا النهج المنفتح والتفاعل الثقافي المتبادل، نُعد طلابنا ليكونوا موسيقيين مؤثرين، وباحثين، وسفراء ثقافيين.
من خلال هذه المبادرات، نبقى ثابتين في التزامنا بتشكيل جيل من الموسيقيين المهرة والمواطنين المثقفين، الذين يجمعون بين الإبداع الفني والصرامة الأكاديمية، ويقدمون إسهامات فاعلة في النسيج الثقافي لعُمان وخارجها.