بدأت اليوم فعاليات الملتقى الثقافي والعلمي الرابع للطالبات بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تستضيفه جامعة السلطان قابوس، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.ويستمر الملتقى الذي تنظمه عمادة شؤون الطلبة بالجامعة على مدار ثلاثة أيام، حيث يعد مساحة للتنافس الثقافي والعلمي بين الطالبات وذلك من أجل التميز والاعتراف المؤسسي بجهودهن الخلاقة في الثقافة والبحث العلمي والابتكار.
وخلال كلمة افتتاح الملتقى أشارت الدكتورة أنفال بنت ناصر الوهيبية -القائمة بأعمال عميد شؤون الطلبة- رئيسة اللجنة الرئيسية للملتقى إلى أن هذا الحدث يعتبر شهادة على الإمكانات اللانهائية وروح الفضول الفكري التي تسود المؤسسة العلمية في عالم يتسم بالتطورات التكنولوجية السريعة والتبادل الثقافي العميق، وقالت "يجب بلا شك أن يكون لدى طلبتنا الأدوات ليس فقط في المعرفة الأكاديمية، ولكن أيضًا في فهم شامل للعالم من حولهم".
وفي تصريح لها أكدت الدكتورة أنفال على أهمية مثل هذه الملتقيات في خلق بيئة ممكنة ومحفزة تحقق التواصل والتفاعل بين الطالبات الخليجيات الجامعيات وتعزز القواسم المشتركة من خلال تنفيذ برامج تبرز مواهب الطالبات للإسهام في النهضة الخليجية المتجددة، وأضافت في هذا الشأن " نفخر بأن تستضيف جامعة السلطان قابوس هذا الملتقى الذي نتوسم من خلاله إلى توطيد العلاقات وتبادل المعارف والخبرات بين الطالبات من مختلف جامعات دول الخليج الشقيقة، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرحب بهن في بلدهن الثاني سلطنة عمان".
ويشمل الملتقى أربعة محاور رئيسة وهي: المحور الديني ويشمل القرآن الكريم والحديث الشريف والإنشاد الديني، والمحور الثقافي ويتضمن المسابقات الأدبية ومسابقة المناظرات، والمحور الفني ويشمل مسابقة الفنون ومسابقة الأفلام القصيرة، ومسابقة التصوير الضوئي، ومسابقة التصميم الجرافيكي والفنون الرقمية. كما يتضمن المحور العلمي البحوث العلمية في مختلف المجالات التقنية والطبية والبيئية والصناعية والاقتصادية والبحوث الإنسانية والاجتماعية.
وفي السياق نفسه، قال الدكتور عامر بن محمد العيسري -مساعد العميد للتوجيه والأنشطة الطلابية بعمادة شؤون الطلبة- رئيس اللجنة الفنية للملتقى "يعد الملتقى استكمالا لسلسلة الملتقيات الثقافية والعلمية التي يتم تنفيذها من خلال الجهود المشتركة من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ومؤسسات التعليم العالي بدول المجلس، فقد شاركت طالبات جامعة السلطان قابوس في الملتقى الثاني بدولة الكويت والملتقى الثالث في المملكة العربية السعودية، في حين تشارك في الملتقى الحالي أكثر من 180 طالبة من 16 جامعة خليجية بمرافقة 36 مشرفة؛ مما يبرز تنوعا حضوريا يمكن أن يسهم في إتاحة الفرصة للتواصل وتبادل الأفكار والتجارب وتنمية المهارات فيما بين المشاركات من جهة والمشاركات والمشرفات من جهة أخرى، ويتم استلام الأعمال المشاركة وفرزها من قبل لجان إدارية وفنية تم تشكيلها من ذوي الخبرات والاختصاص؛ لتنظيم أعمال الملتقى وفعالياته التي يتم تنفيذها في برنامج حافل ومتنوع خلال ثلاثة أيام".
من جانبها أوضحت الدكتورة رحيمة بنت مبارك الجابرية - رئيس قسم الأنشطة الفنية بعمادة شؤون الطلبة - رئيسة لجنة المسابقات في الملتقى بأنه تم اختيار لجان تحكيم متخصصة لكل مجال من المجالات العشرين التي ستتنافس عليها الطالبات، مضيفةً بأن عددا كبيرا من أعضاء اللجان هم أساتذة من جامعة السلطان قابوس، إلى جانب وجود مجموعة من الأساتذة والمختصين من خارج الجامعة لا سيما في لجان التحكيم الخاصة بالمجالات الثقافية والفنية.
وحول طبيعة المشاركات وآلية تقييمها، قالت الدكتورة رحيمة: "هناك مشاركات تم تقييمها قبل الملتقى كالبحوث العلمية، والنصوص المسرحية، والشعر الفصيح، والقصة القصيرة، والأفلام القصيرة، فيما يتم تقييم بعض المشاركات بشكل مباشر خلال الملتقى كالابتكارات العلمية، والتصوير الضوئي والقرآن الكريم، والحديث الشريف، والفنون التشكيلية، والعزف، والغناء، والخط العربي. وإلى جانب جميع هذه المسابقات توجد مسابقة المناظرات التي سيعتمد تقييمها بناء على جولاتها المستمرة لآخر يوم في الملتقى". مضيفة أن جميع تلك المشاركات ستخضع لتقييم مُستند على أسس علمية وفنية تم صياغتها بشكل واضح لتلتزم بها جميع لجان التحكيم.
ومن وجهة نظر الدكتورة رحيمة فإن أبرز ما يميز هذا الملتقى هو تنوع المسابقات المطروحة، الأمر الذي يسهم في تشجيع الطالبات على المشاركة لإبراز مواهبهن وصقلها من خلال تبادل الخبرات والمعارف فيما بينهن واكتساب المهارات الجديدة. كما أنها تأمل مستقبلا أن يصاحب هذه الملتقيات ورش عمل متخصصة في كل مجال لتعزيز إمكانيات الطالبات وتطوير مواهبهن.
ويصاحب الملتقى معرضًا فنيًا حيث يقول الفنان التشكيلي يوسف بن علي النحوي -مشرف جماعة الفنون التشكيلية بعمادة شؤون الطلبة: "يشمل المعرض عددا من الأركان المخصصة لأعمال المشاركات في مجالات التصوير الفوتوغرافي والتشكيل، والخط العربي، والملصقات، والابتكارات".
وفيما يخص أهمية الملتقى، يقول النحوي: "تضيف مثل هذه المعارض للطلاب الكثير؛ فهي تعمل على توطيد العلاقات بين المشاركين المهتمين بالمجالات ذاتها، وتمثل بيئة مناسبة للتعرف على المستويات المختلفة والاستفادة منها، كما أن المنافع التي تعود من هذه الملتقيات لا تقتصر فقط على الطلاب المشاركين بل تطال المضيف في الوقت عينه، حيث سيتيح هذا الملتقى للجامعة فرصة جيدة للتعرف عن قرب على الطلاب الموهوبين في المجالات المختلفة؛ ومن ثم البحث عن أفضل الطرق والوسائل لدعمهم بالشكل الذي يضمن تطويرهم وإبرازهم في المجتمع".